في الوقت الذي تثير فيه هواية شاب ليبي باقتناء وجمع صور الأشخاص المتوفين في قرية قمنيس قرب بنغازي الدهشة لدى البعض فإنها تثير التشاؤم لدى آخرين.
ورغم ذلك فإن سعد السليني يواصل ممارسة هوايته الغريبة هذه؛ حيث بلغ عدد هذه الصور التي جمعها حوالي ثمانمائة مع نهاية عام 2007م.
وتشمل هذه الهواية جمع صور مختلف الأموات؛ خاصة شيوخ القرية والعجزة، الأمر الذي بات مصدر قلق وتشاؤم للسكان.
وأشار السليني إلى أن علاقته مع صور الأموات بدأت منذ عام 1985 بعدما انتابه شعور بأن الزمن الماضي أجمل وضرورة استعادة الذكريات القديمة عبر صور أشخاص انتقلوا لدار البقاء.
وقال إن تفكيره انصب بعد ذلك في الحصول على أكبر قدر من الصور المتاحة، مضيفا أنه تمكن اقتناء صور نادرة لشخصيات من القرية تعود إلى فترات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
وذكر السليني أنه يحتفظ بصور باتت منقرضة، لكن الناس بدأت تنظر إليه على أنه مصدر تشاؤم.
وقال: "يتضايقون من حضوري للمناسبات، وأكثر ما يضايقنى نظرة الناس لهوايتى بتشاؤم، ولا يتقبلونها لكن في المقابل هناك إلحاح من الناس لمشاهدة صور أقاربهم، وأفكر في إقامة معرض للصور النادرة، أجمع فيه صور شيوخ وعجائز القرية".
أضاف السليني: "أنظر كل صباح إلى الصور المحيطة بي، أتصفحها. قسمات وجوههم توحي لي بأنه كان زمن جميل، ليس فيه أحقاد الحاضر، ولهذا منحتهم الوقت لحفظ تراثهم، وأتمنى أن ينظر الناس إلى هوايتي، ويشجعوني في جمع أكبر قدر من الصور".
وفي المقابل أثارت هذه الهواية دهشة السكان بعد محاولة شاب آخر من نفس القرية تقليده ومنافسته في الهواية.
كما أن السليني أصبح محط الأنظار فى القرية حيث لا يظهر إلا حين يخيم شبح الموت على القرية، وفي أحيان كثيرة تجد معه صورة المتوفى إذا كان شيخا كبيرا أثناء تشييع الجثمان. وقال في هذا الإطار في "عدة مرات تكون معي صورة المتوفى لأنني حصلت عليها قبل أيام".
وكشف سعد أنه لا يغادر قريته إلا لماما وغالبا ما يكون ذلك إلى مدينة بنغازي التي تبعد عنها حوالي خمسين كيلومترا، مؤكدا أنه إذا حدث ذلك فإنه يرجع على الفور خوفا من وفاة أحد دون الحصول على صورته